حمل القران

القرآن الكريم وورد word doc icon تحميل سورة العاديات مكتوبة pdf 

 

 

المحترم بلوجر لا تقم بحذف أي مشاركة من مشاركاتي في مدوناتي عموما لأنني لا أنتهج نهجا محظورا لكنني اقوم بنشر السلم والعلم والحق بميزان واضح خاليا من أي ممنوعات أو أفكار سيئة ولا  أزور الحقائق بل اجلبها من مصادرها محققة لا خطر    منها  ارجوا  أن تتفهم || Honorable blogger, do not delete any of my posts in my blogs in general, because I do not follow a prohibited approach, but I spread peace, science and truth with a clear balance, free from any prohibitions or bad ideas, and I do not falsify the facts, but I bring them from their sources, verified and without danger, I hope you understand

السبت، 26 نوفمبر 2022

س وج علامات القيامة وما قبلها {لقد قمت بتحقيق كل الخلافات في شأن المسيح الدجال هنا في صفحات هذه المدونة فتابعها}

==

بداية أقول أنا المدون لقد  قمت  بتحقيق كل الخلافات في شأن المسيح الدجال هنا في صفحات هذه المدونة فتابعها

 من اسلام ويب

 السؤال
هل يعد المهدي من كبار الصديقين في هذه الأمة، لما له من فضل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمستفاد من الأحاديث الوارد في صفة مهدي آخر الزمان، أنه من آل بيت النبوة، ومن أئمة الهدى والفلاح، وخلفاء الرشد والصلاح، وأمراء العدل والإصلاح، ومن هذه صفته فهو -بلا ريب- من كبار الصديقين.
قال البَرْزَنْجي في «الإشاعة لأشراط الساعة» في بيان سيرته: يعمل بسُنّة النبي -صلى الله عليه وسلم-، لا يُوقِظُ نائمًا، ولا يهريق دمًا، يقاتل على السُنّة، لا يترك سُنّةً إلَّا أقامها، ولا بدعةً إلَّا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان؛ كما قام به النبي صلى الله عليه وسلم أوله، يملك الدنيا كلها؛ كما ملك ذو القرنين وسليمان. يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، يَردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قِسطًا وعدلًا؛ كما مُلِئَت ظُلمًا وجورًا، يحثو المال حثيًا، ولا يَعُدهُ عدًا، يقسم المال صِحاحًا بالسوية، يَرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، والطير في الجو، والوحش في القفر، والحيتان في البحر. يملأ قلوب أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- غِنىً ...
تَنْعَمُ الأمة برها وفاجرها في زمنه نعمة لم يُسمع بمثلها قط، تُرسل السماء عليهم مِدرارًا لا تدخر شيئا من قطرها، تُؤتي الأرض أُكلها لا تدخر عنهم شيئًا من بذرها ... اهـ.
والله أعلم.
====
السؤال 2.
هل المهدي يشبه الرسول صلى الله عليه وسلم في خَلْقه؟ وهل ورد في ذلك شيء؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في بعض الأحاديث ما يفيد شبه المهدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في الخَلْقِ، فقد أخرج ابن حبان في صحيحه، عن عاصم بن أبي النجود عن زر، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أمتي، يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي، فيملؤها قسطًا وعدلًا، كما ملئت ظلمًا وجورًا.
وترجم عليه: ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وحكم الألباني في الضعيفة بنكارة لفظة: وخلقه خلقي.
وقال ابن حجر في فتح الباري -في تعداد من يشبه النبي صلى الله عليه وسلم-: والمهدي الذي يخرج في آخر الزمان، جاء أنه يشبه ويواطئ اسمه واسم أبيه اسمَ النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
وروي ما يخالف ذلك، ففي سنن أبي داود عن أبي إسحاق، قال: قال علي، ونظر إلى ابنه الحسن، فقال: إن ابني هذا سيد، كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم صلى الله عليه وسلم، يشبهه في الخُلُق، ولا يشبهه في الخَلق. وضعفه الألباني.
وتعقب الصالحي في سبل الهدى والرشاد ابنَ حجر، فقال: وعدّه المهدي في الأشباه، غلط، فقد روى أبو داود عن علي -رضي الله تعالى عنه- في صفة المهدي: «يسمى باسم نبيكم، يشبهه في الخُلق، ولا يشبهه في الخَلق». اهـ.
وراجع للفائدة الفتوى: 151433.
والله أعلم.
====
السؤال 3.
اذكروا بعض النبوءات التي قدّمها محمد، والتي لم يتنبأ بها نبي آخر قبله.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فننبهك ابتداء إلى أنه لا ينبغي أن يقال: "النبي محمد" دون ذكر الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-، وانظري الفتوى: 175133.
وأما عن السؤال: فإن مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يخبر به أحد من الأنبياء قبله، ما جاء في صفة المسيح الدجال، ففي الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ، مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ: إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ إِنَّهَا الجَنَّةُ، هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ.
وفي حديث ابن عمر عندهما أيضًا: إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ: تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ.
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي أمامة الباهلي: فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيٌّ قَبْلِي، إِنَّهُ يَبْدَأُ، فَيَقُولُ: أَنَا نَبِيٌّ، وَلَا نَبِيَّ بَعْدِي، ثُمَّ يُثَنِّي، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَلَا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ، فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ، وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ؛ فَتَكُونَ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلَامًا.
وللمزيد حول ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن المغيبات، وما يشاركه غيره من الأنبياء فيه، وما لا يشاركونه فيه مما لا تسعه الفتوى، يمكنك الرجوع إليه في كتب السنة الصحيحة.
والله أعلم.
======
السؤال 4.
لماذا يري الله -عز وجل- المؤمنين أهوال الساعة مع أنهم آمنوا به وعبدوه؟
وهل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قسم علامات الساعة إلى كبرى وصغرى؟
ولماذا لا يتوفانا الله لكي لا نشاهد هذه الأهوال؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان السائل يعني بأهوال الساعة ما يظهر قبلها من العلامات الكبرى، كخروج الدجال، ويأجوج ومأجوج، ونحو ذلك، فهذا حكمه حكم غيره من أنواع البلاء والمحن التي يتعرض لها المؤمنون، فتمحصهم، وتميزهم عن غيرهم، وتكون رفعة لدرجاتهم، وزيادة في حسناتهم، وكفارة لسيئاتهم، كما قال تعالى: أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت: 2، 3]. وقال سبحانه: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ {آل عمران:141}، وقال عز وجل: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 179].
ومثال ذلك في شأن الدجال حديث أبي سعيد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يأتي الدجال .. فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل، وهو خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه. رواه البخاري ومسلم. فهذا الرجل المؤمن ما زاده حضور الدجال إلا خيرا وفضلا.
وأما إن كان يقصد ما يحصل في الدنيا عند قيام الساعة من أهوال وأمور عظام؛ فإن المؤمنين يقبضون قبل هذا، فلا يرونه، فهم يبقون فقط إلى ما بعد نزول المسيح، حين تهب ريح طيبة، فتقبض أرواحهم، كما ثبت في صحيح مسلم من حديث ابن عمرو مرفوعا: يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين، فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود، فيطلبه فيهلكه، ثم يمكث الناس سبع سنين، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشأم، فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه، حتى تقبضه، فيبقى شرار الناس ... الحديث.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: فأما بعد هبوبها؛ فلا يبقى إلا الشرار، وليس فيهم مؤمن، فعليهم تقوم الساعة، وعلى هذا فآخر الآيات المؤذنة بقيام الساعة هبوب تلك الريح. اهـ.
فالساعة بهذا المعنى لا تقوم إلا على شرار الناس، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء. رواه البخاري.
وقال أيضا -صلى الله عليه وسلم-: لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس. رواه مسلم. وراجع في ذلك الفتاوى: 70219، 68400، 137365.
وهذا إنما يكون بعد انقطاع التوبة، وطلوع الشمس من مغربها، قال ابن حجر في فتح الباري: أخرج مسلم من حديث ابن مسعود رفعه: "لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس" وذلك إنما يقع بعد طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، وسائر الآيات العظام. اهـ.
وقال ابن هبيرة في الإفصاح: فيه من الفقه أن شرار الناس الذين تقوم عليهم الساعة يكونون من بقايا عصب الرجال ممن قد رأى اليوم الذي لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ... فإن الذين تدركهم الساعة وهم أحياء شرار الناس؛ لأنهم يصادفون الأهوال ثم تتصل بهم. اهـ.
وأما سؤال: هل قسم النبي -صلى الله عليه وسلم- علامات الساعة إلى كبرى وصغرى؟ فجوابه: لا، وإنما هذا اجتهاد من أهل العلم، واصطلاح يتبع المعنى، حيث رأوا أن من الأشراط ما يتقدم الساعة بأزمان طويلة، ويكون معتادا، كقبض العلم، وظهور الجهل، وانتشار الربا والزنا، فاصطلحوا على تسميتها: صغرى.
وأن منها ما يظهر قرب قيام الساعة، ويكون فيه خرق للعادة، أو هول عام، مثل: خروج الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، فاصطلحوا على تسميتها: كبرى.
ولذلك فقد يختلفون في علامة ما، هل هي من العلامات الكبرى أم الصغرى؟
وانظر للفائدة الفتوى: 418273.
والله أعلم.
======
السؤال 5.{ قلت المدون تحقيق القول في مواد الخلاف الواردة في روايات الدجال في صفحة من صفحات هذه المدونة فتابعها}
لدي إشكال في حديث الجساسة في صحيح مسلم وهو: أن الحديث -وإن كان صحيح السند- إلا أنه يعارض غيره من الأحاديث الصحيحة التي دلت على أنه قصير جعد قطط، كما جاء في الرواية أنه يقول إنه سيطوف الأرض كلها إلا مكة وطيبة، وأن الملائكة يصدونه عنها بسيوفهم المصلتة، وفي هذا من النكارة أولا: علم الدجال بالغيب، وثانيا: إذا كان يعلم يقينا أنه لن يدخل مكة والمدينة، فكيف يقول إنه سيريد دخولها، ثم تصده الملائكة؟!!.
آمل حل هذه الإشكالات، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث الجساسة قد صححه الأئمة المتقدمون، كالإمام البخاري وابن عبد البر، وأخرجه مسلم في صحيحه. وقد ضعفه بعض المعاصرين لأسباب، منها: مخالفته لما ورد في صفة الدجال في الصحيحين أنه رجلٌ قصير، قَطط، جعد الرأس، أشبه ما يكون بعبد العزى بن قطن. والجساسة ليس على هذا السياق. وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتوى: 204022.
ووصف الدجال في حديث الجساسة – كما في صحيح مسلم - : أعظم إنسان رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا. وفي رواية أبي داود: رجلٌ يجرُّ شعرَهُ مسلسلٌ في الأغلالِ، ينزُو فيما بين السماء والأرضِ. قال الشيخ شعَيب الأرنؤوط في تحقيق سنن أبي داود: ضعيف بهذه السياقة. اهـ. وذكر من أسباب ذلك: المخالفة السابقة في متنه.
وإذا سلمنا بأن هذه المخالفات في وصف الدجال، لا يمكن الجمع بينها، فحينئذ تُقدَّم الرواية الأصح، ويُحكم على الأخرى بالشذوذ أو النكارة. ويبقى أصل الحديث صحيحا. فكيف وقد جمع شراح الحديث بين هذه العبارات التي ظاهرها التعارض، كما قال الطيبي في شرح المشكاة: قوله: ((قصير)) وجه الجمع بينه وبين قوله في الحديث السابق: ((أعظم إنسان رأيناه)) أنه لا يبعد أن يكون قصيرا بطينا عظيم الخلقة، ويحتمل أن الله تعالى يغيره عند الخروج. اهـ.
وقال القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: قوله: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال" ظاهر هذا كبر الخلقة والجسم .. وكذا قال تميم رضي الله عنه في خبر الجساسة: "فإذا أعظم إنسان رأيناه" .. غير أنه قد تقدَّم من حديث أبي داود في وصف الدجال: "إنه قصير أفحج" وإنما يكون قصيرا بالنسبة إلى نوع الإنسان، فمقتضى ذلك: أن يكون فيهم من هو أطول منه، ولهذا قيل: إن وصفه بالأكبرية إنما يعني بذلك عظم فتنته وكبر محنته؛ إذ ليس بين يدي الساعة أعظم ولا أكبر منها، ويحتمل أن يريد به: أنه ينتفخ أحيانا حتى يكون في عين الناظر إليه أكبر من كل نوع الإنسان، كما تقدَّم في شأن ابن صياد أنه انتفخ عن غضبه حتى ملأ الطريق. اهـ.
وأما دلالة هذا الحديث على علم الدجال بالغيب، فإن الغيب الذي يطلع الله عليه بعض خلقه، لا يبقى في حقهم غيبا. فالغيب المطلق لا يعلمه إلا الله، ولا يعلم أحد بذاته شيئا من الغيب، ولكن يمكن أن يطَّلع على شيء منه بإعلام الله تعالى له، كما قال سبحانه: وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ [البقرة: 255] قال ابن كثير في تفسيره: أي: لا يطلع أحد من علم الله على شيء إلا بما أعلمه الله عز وجل وأطلعه عليه. اهـ.
وأما إرادة الدجال لدخول المدينة رغم علمه بأنه لن يدخلها، فهذا من جملة ما أعلمه الله للدجال، فأخبر به، وسيفعله، لتصدق نبوءة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد ورد مقتضى ذلك في جملة من الأحاديث، منها ما في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافين تحرسها، فينزل بالسبخة فترجف المدينة ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق.
والله أعلم.
===========
السؤال 6.
هل يمكن أن يولد المسيح الدجال الأخير أو الدجال الأكبر الأخير، في سلسلة الدجاجلة بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أم أنه يجب أن يكون موجودا في الدنيا قبل ذلك؟
وما الدليل الأكيد على وجوده قبل وفاة النبي، أو أنه يمكن أن يولد بعده؟!
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالدجال مولود بالفعل، وكان موجودا زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه من حديث فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدث به عن تميم بن أوس الداري -رضي الله عنه- في حديثه الطويل المعروف بحديث الجساسة.
ومحل الشاهد على حياة الدجال من الحديث قوله فيه: قَالَ: «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "إنِّي وَاللهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ، لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمِ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ، مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ، قَالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، قَالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا، حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ، فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا مِنْهَا، وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا، هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ، قَالُوا: عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا، قَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ: «هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ» -يَعْنِي الْمَدِينَةَ- «أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟» فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، «فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ، أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ، وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ، لَا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، مَا هُوَ» وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ، قَالَتْ: فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم.
والله أعلم.
=======
السؤال
أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، وأنه لا وحي بعده، وأن عيسى -عليه الصلاة والسلام- لا يأتي بشريعة جديدة، وإنما يطبق شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل عيسى بعد نزوله لا يوحى إليه، أم المراد بالنفي من أنه لا وحي بعد وفاة الرسول الوحي التشريعي، لكن يجوز غيره من أنواع الوحي؛ كالوحي بالغيب، أو الوحي بالتبشير بالجنة، كما بشّر الرسول بعض أصحابه بالجنة؟ فقد ورد في الحديث: "ثمَّ يأتي نبيُّ اللَّهِ عيسى قومًا قد عصمَهُمُ اللَّهُ، فيَمسحُ وجوهَهُم، ويحدِّثُهُم بدرجاتِهِم في الجنَّةِ، فبينَما هم كذلِكَ إذ أوحى اللَّهُ إليهِ: يا عيسى، إنِّي قد أخرَجتُ عبادًا لي، لا يَدانِ لأحَدٍ بقتالِهِم، وأحرِزْ عبادي إلى الطُّورِ"، فالحديث صريح في أن سيدنا عيسى يوحى إليه بعد نزوله، وهل تحديثه بدرجاتهم في الجنة هو أيضًا من الوحي؟ وهل يجوز لسيدنا عيسى بعد نزوله أن يبشّر بعض الناس بالجنة؛ كما كان رسول الله يبشّر بعض أصحابه بالجنة؛ وأن يخبر ببعض الغيبيات، كما كان يفعل الرسول -صلى الله عليهم جميعًا وسلم-، فهل هذا ممكن أم مستحيل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن عيسى -عليه السلام- حين ينزل في آخر الزمان لا يوحى إليه بشريعة جديدة، وإنما يحكم بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يتنافى مع كون عيسى -عليه السلام- حين ينزل يكون نبيًّا، لم يُرفع عنه وصف النبوة، وأنه بعد نزوله يوحى إليه بما شاء الله -من المغيبات، أو غيرها- وحيًا حقيقيًّا بواسطة جبريل -كما هو شأن الأنبياء-، إلا أنه لا يوحى إليه بشرع جديد ناسخ لشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، قال السيوطي في رسالته: (الإعلام بحكم عيسى عليه السلام) ضمن الحاوي للفتاوي:
فقول السائل: بماذا يحكم في هذه الأمة بشرع نبينا أو بشرعه؟
جوابه: أنه يحكم بشرع نبينا، لا بشرعه، نصّ على ذلك العلماء، ووردت به الأحاديث، وانعقد عليه الإجماع.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك: ما أخرجه أحمد، والبزار، والطبراني من حديث سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ينزل عيسى ابن مريم مصدقًا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وعلى ملّته، فيقتل الدجال، ثم إنما هو قيام الساعة». وأخرج الطبراني في الكبير، والبيهقي في البعث بسند جيد، عن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يلبث الدجال فيكم ما شاء الله، ثم ينزل عيسى ابن مريم مصدقًا بمحمد، وعلى ملّته، إمامًا مهديًّا، وحكمًا عدلًا، فيقتل الدجال» ...
هل ثبت أن عيسى -عليه السلام- بعد نزوله يأتيه وحي؟
والجواب: نعم، روى مسلم، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم، من حديث النواس بن سمعان قال: «ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال - إلى أن قال -: فبينما هم على ذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، واضعًا يده على أجنحة ملكين، فيتبعه فيدركه، فيقتله عند باب لد الشرقي، فبينما هم كذلك، أوحى الله إلى عيسى ابن مريم أني قد أخرجت عبادًا من عبادي لا يدان لك بقتالهم، فحرّز عبادي إلى الطور، فيبعث الله يأجوج ...الحديث. فهذا صريح في أنه يوحى إليه بعد النزول.
والظاهر أن الجائي إليه بالوحي جبريل -عليه السلام-، بل هو الذي يقطع به، ولا يتردد فيه؛ لأن ذلك وظيفته، وهو السفير بين الله وبين أنبيائه، لا يعرف ذلك لغيره من الملائكة. والدليل على ذلك ما أخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" عن عائشة قالت: قال ورقة لخديجة: جبريل أمين الله بينه وبين رسله ...
قد زعم زاعم أن عيسى ابن مريم إذا نزل لا يوحى إليه وحيًا حقيقيًّا، بل وحي إلهام، وهذا القول ساقط مهمل؛ لأمرين:
أحدهما: منابذته للحديث الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تقدم من صحيح مسلم، وغيره، وقد رواه الحاكم في المستدرك، ولفظه: «فبيناه كذلك، إذ أوحى الله إليه: يا عيسى، إني قد أخرجت عبادًا لي، لا يد لأحد بقتالهم، حوّل عبادي إلى الطور». وقال: صحيح على شرط الشيخين، وذلك صريح في أنه وحي حقيقي، لا وحي إلهام.
والثاني: أن ما توهمه هذا الزاعم من تعذّر الوحي الحقيقي فاسد؛ لأن عيسى نبي، فأي مانع من نزول الوحي إليه!؟
فإن تخيل في نفسه أن عيسى قد ذهب وصف النبوة عنه، وانسلخ منه، فهذا قول يقارب الكفر؛ لأن النبي لا يذهب عنه وصف النبوة أبدًا، ولا بعد موته.
وإن تخيّل اختصاص الوحي للنبي بزمن دون زمن، فهو قول لا دليل عليه، ويبطله ثبوت الدليل على خلافه.
وقد ألمّ السبكي بشيء مما ذكرناه، فقال في تصنيف له: ما من نبي إلا أخذ الله عليه الميثاق أنه إن بعث محمد في زمانه ليؤمن به ولينصرنه، ويوصي أمته بذلك، وفي ذلك من التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتعظيم قدره العلي ما لا يخفى ...
إلى أن قال: فالنبي صلى الله عليه وسلم هو نبي الأنبياء، ولو اتفق مجيئه في زمن آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وجب عليهم وعلى أممهم الإيمان به ونصرته، وبذلك أخذ الله الميثاق عليهم، فنبوته عليهم، ورسالته إليهم معنى حاصل له، وإنما أمره يتوقف على اجتماعهم معه، فلو وجد في عصرهم، لزمهم اتباعه بلا شك؛ ولهذا يأتي عيسى في آخر الزمان على شريعته، وهو نبي كريم على حاله، لا كما يظن بعض الناس أن يأتي واحدًا من هذه الأمة، نعم، هو واحد من هذه الأمة لما قلناه من اتباعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يحكم بشريعة نبينا صلى الله عليه وسلم بالقرآن والسنة، وكل ما فيهما من أمر ونهي، فهو متعلق به، كما يتعلق بسائر الأمة، وهو نبي كريم على حاله، لم ينقص منه شيء ... هذا كلام السبكي بحروفه.
فعرف بذلك أنه لا تنافي بين كونه ينزل متبعًا للنبي صلى الله عليه وسلم وبين كونه باقيًا على نبوته، ويأتيه جبريل بما شاء الله من الوحي.
قال زاعم: الوحي في حديث مسلم مؤول بوحي الإلهام.
قلت: قال أهل الأصول: التأويل: صرف اللفظ عن ظاهره لدليل، فإن لم يكن لدليل، فلعب لا تأويل، ولا دليل على هذا، فهو لعب بالحديث.
قال زاعم: الدليل عليه حديث: "لا وحي بعدي".
قلنا: هذا الحديث بهذا اللفظ باطل.
قال زاعم: الدليل عليه حديث: "لا نبي بعدي".
قلنا: يا مسكين، لا دلالة في هذا الحديث على ما ذكرت بوجه من الوجوه؛ لأن المراد لا يحدث بعده بعث نبي بشرع ينسخ شرعه، كما فسّره بذلك العلماء.
ثم يقال لهذا الزاعم: هل أنت آخذ بظاهر الحديث من غير حمل على المعنى المذكور!؟
فيلزمك عليه أحد أمرين: إما نفي نزول عيسى، أو نفي النبوة عنه، وكلاهما كفر. اهـ باختصار.
والله أعلم.
======
السؤال
هل النار التي تخرج من اليمن مختصة باليهود أم للناس جميعًا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالنار التي ستخرج من عدن، وجاء بها الحديث، ستحشر الناس جميعًا، وليس اليهود فقط، ففي صحيح مسلم من حديث حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ، فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ؟» قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ، قَالَ: "إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ -فَذَكَرَ- الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ". وفي لفظ الترمذي: وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنَ تَسُوقُ النَّاسَ، أَوْ تَحْشُرُ النَّاسَ، فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا. وانظر الفتوى: 77433، والفتوى: 273712.
والله أعلم.
=======
===============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كل الحروق قابلة للشفاء عبد اللطيف السعيد

كل الحروق قابلة للشفاء عبد اللطيف السعيد قد لا تصدق ما ستقرؤه.... ولكن....   هي الحقيقة قصة طبيب شعبي يعالج جميع أنواع الحروق وا...